Monday 6 April 2009

قطر الغنية بالغاز تغضب العرب بسياستها الموالية لإيران







الدوحة (رويترز) - اذا كانت القمة العربية التي عقدت هذا الاسبوع لم تسفر عن وحدة عربية مثلما تمت الدعاية لها فان من الصعب معرفة ذلك من الابتسامة على وجه المضيف القطري.

لم يشارك الرئيس المصري حسني مبارك في القمة وتهكم على قطر بوصفها دولة "صغيرة". وحضر الملك عبد الله عاهل السعودية شريطة ألا يحضر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بشكل مفاجيء كما أهان الزعيم الليبي معمر القذافي الملك عبد الله علنا بكلمة عكرت صفو الاجواء.

لكن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ورئيس وزرائه صاحب الكاريزما حمد بن جاسم احتفظا بالروح المعنوية العالية طوال الوقت ولسبب وجيه.

وحيث ان استثماراتها في الغاز الطبيعي تؤتي الآن ثمارها تتمتع قطر بثاني أعلى دخل للفرد في العالم على الرغم من أن عدد سكانها تضاعف خلال خمسة أعوام ليصل الى 1.5 مليون نسمة. و250 الفا من السكان فقط من المواطنين.

والآن تسعى الدولة الخليجية الصغيرة الى مضاهاة ثروتها بدور كقوة وساطة اقليمية في اطار ما يقول دبلوماسيون ومحللون انها استراتيجية اوسع نطاقا للاستمرار بين مطرقة وسندان هما إيران الى الشرق والسعودية الى الغرب.

وقال دبلوماسي يتخذ من الخليج مقرا له "كانت مياه راكدة تماما قبل عشر سنوات وقيل ان الجزيرة هي كل ما لديها. لم يعد هذا صحيحا" مشيرا الى القناة التلفزيونية العربية التي أنشأها الامير بعد الاطاحة بوالده عام 1995.

وتبدو مظاهر الثروة في كل جوانب المعمار المعروضة على طراز عرض المحال التجارية من متحف إسلامي صممه اي.ام بي المهندس المعماري الذي صمم هرم اللوفر ومبنى على شكل مزهرية ضخمة وتركيبات على شكل مكعبات من زجاج المرايا تلعب بضوء شمس الخليج.

ويقول عبد الحميد الانصاري المعلق الصحفي واستاذ الشريعة الاسلامية ان كل هذا كان سيكون عرضة للخطر لو لم تكن القاعدة العسكرية الامريكية متمركزة في قطر.

وأضاف أنه لا يمكن حماية الثروة في قطر بدون أمريكا حيث ان هناك الكثير من الخطط الاقليمية والعربية حول قطر.
وتابع أن وجود القاعدة كاف لخلق رادع من نوع ما وقال ان هناك معارضة لها لكنها ليست الاغلبية.


وأحجمت قطر عن الانضمام الى المشيخات الاخرى في الامارات العربية المتحدة حين انسحبت بريطانيا عام 1972. وحين أبرمت الامارات والسعودية اتفاقا حدوديا عام 1974 وجدت قطر أن حدودها الوحيدة هي مع السعودية أبرز قوة في الخليج.
لكن قطر لم تبدأ صياغة سياسة خارجية واضحة المعالم إلا حين وضعت خططا لتطوير حقول الغاز بعد الانقلاب الابيض الذي وقع عام 1995.

وحين قالت الولايات المتحدة عام 2003 انها ستسحب قواتها من السعودية - حيث وجودها مستفز للقاعدة بسبب وجود الاماكن الاسلامية المقدسة هناك - تقدمت قطر لتستضيفها.

وطورت قطر علاقات اكثر تقاربا مع قوى غربية أخرى. وتوفر قطر الآن ما يصل الى 20 في المئة من الغاز الطبيعي لبريطانيا وقد تدخل الشيخ حمد شخصيا للحصول على استثمارات كبرى في بنك باركليز العام الماضي.
وللقوة الاستعمارية السابقة حاليا سفارة رائعة جديدة في الحي الدبلوماسي بالدوحة وهي شهادة على أهمية قطر الجديدة للندن. وفرنسا مورد كبير للاسلحة.

واقتربت قطر من إيران القوة الشيعية منذ جاء الشيعة الى الحكم في العراق بعد غزو عام 2003 ونما نفوذ إيران في سوريا ولبنان والمناطق الفلسطينية.

وتقول قطر انها تقوم بالوساطة بين إيران وقوى عربية مثل مصر والسعودية حيث تشعر الاسرة الحاكمة بأنها مهددة من قبل النفوذ الايراني. وقال الدبلوماسي انه في نظر واشنطن والرياض فان قطر "تغازل" إيران.
واستضافت قطر احمدي نجاد في ديسمبر كانون الاول عام 2007 خلال قمة خليجية عربية ثم استضافته مجددا في يناير كانون الثاني في اجتماع أزمة بشأن حرب اسرائيل على غزة قاطعته مصر والسعودية.


وقال الدبلوماسي "دعوة احمدي نجاد كانت ترويجا وليست وساطة. لكن علينا أن ننظر الى خريطة حقول الشمال فحسب لنفهمها... الايرانيون يستطيعون تدمير الاقتصاد لعشر سنوات بسهولة."

وقلل الشيخ حمد من أهمية الجدل بشأن علاقات قطر مع إيران خلال القمة العربية. ومزح قائلا للصحفيين ان غياب احمدي نجاد "توبة" قطرية.

ومنذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي نبهت الدول الغربية للتطرف الديني في العالم العربي حاولت قطر تخفيف حدة النبرة الوهابية لمؤسستها الدينية.

والمذهب الوهابي المتشدد للاسلام السني بدأ في السعودية واتبع تقليديا في قطر.
وخلافا للسعودية يستطيع النساء قيادة السيارات في قطر اما رجال الدين الذين يعملون قضاة فيقتصر عملهم الآن على محاكم الاحوال الشخصية. ويسمح حكام قطر لبعض الفنادق بتقديم المشروبات الكحولية للغربيين الاثرياء.

ووصف رجل اعمال عربي طلب عدم نشر اسمه لصلاته الوثيقة بمسؤولين قطريين دولة قطر اجتماعيا بأنها في منطقة وسطى بين السعودية ودبي المدينة المعروف عنها استقطابها للغانيات والحياة الليلية سيئة السمعة.
لكنه تكهن بأن التهدئة في العلاقات مع السعودية لن تستمر بسبب النزاع الملتهب بشأن ايران وقال "ستعود مشكلة الاخ الاكبر مجددا."
من اندرو هاموند

No comments: